أذن الحـالـة [ ب ] تـقـود للحـالـة [ أ ] والعكـس صـحـيح بـسبـب أنـهـمـا حـالتـيـن مـتـنـاقـضـتـيـن تـنطبـق عـلـيهمـا مـعـادلـة مـبـد أ التنـاقض [ 1 ] . وأستمرا رهما هو دليل النشـوء والفـناء وتـصـدق عليهـا الآيـات الكـريمـة مـن سـورة هـود[ {خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد - ( 107 )} , وكذلك , { واما الذين سـعـدوا ففي الجنـة خالـدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ما شـاء ربك عطاء غير مجـذوذ - ( 108) } ] . وأنـي أرى أنـه سـبحانه اراد بقوله (مادامت السماوات والأرض) أي انهـما دا ئمتين لأجل ٍ محـدد , وتأكيده سبحانه على يوم البعث في مواطن متعـددة من القران الكريم دليل آخر على صحة ما ذهبت‘ اليه من دورية النشوء والفناء - والله أعلــم .
مما تقدم ندرك ان الحركة لجسم ما قد تختلف بين جسم وآخر , ولهذا كان للطاقة مدى واسع جدا ً وأني أعتقد انه بسبب تباين سرع الأجسام تتباين كمية الطاقة المتمثلة بحركة ذلك الجسم ’ وكما بينا ضمن مبدأ التناقض بأن النقيضين قد تكون لأي منهما أي قيمة لذلك فأن تفاوت الطاقة مسألة لا ريب فيها . إذن فالطاقـة ما هـي إلا مقدار كمي لحركة جسيمات مادية وبغض النظر عن كمية كتلتها أو عددها ( مقدار سيلها ) وهي حسب كتلة وحجم وسرعة وأعداد الجسيمات المكونة لها . ان الغاز داخل إناء ما يولد ضغطا ً على جدران الأناء ويتناسب هذا الضغط طرديا ً مع كمية ودرجة حرارة الغاز . لذا لابـد من التـصـور بـحـتـمـيـة وجـود جـسـيـمات ماديــة تماثل الغاز كما في مثالنا وهي أدق مـما يـمـكـن للـمـادة أن تـبلـغـه لـتــولـد ضـغـطـا ً على الجسـيمات الأكبر وبالتالي لتبقي الجسيمات الأكبر ضمن مسـافات محددة وثابتة نسبيا ً فيما بينها وضمن السـطـح المسـتوي الواحـد كما وتتناسـب هذه المسافات مع سـرعة تلك الجسيمات الدقيقة .
إ ن حـركـة هـذه الجـسـيـمـات الـدقـيـقـة ورغم أخـتلاف عـددها بين مســتـويــيـن حـجـمـيـيـن كرويـيـن مـتحــدي المــركــز هو ما أصـفـه أنا بفـعـل الجاذبيـة وما قـد نـحـســه من تأثــيـرها . وبمـا أن قـوة الجـاذبيـة يتـبايـن تأثـيـرها بين المستويات الكروية للحـجـم الكـروي المـادي الواحــد لـذلــك هي أشــيه بالضــوء المنتـشــر من مـصــباح وعلـى أســاس شـــدتـه عـنـد مســتوى كـروي مـعــيـن حـول المصــباح المـركـزي . هـكـذا اذن أتـصــور الجــاذبيـة على أنها تتحدد من خلال التباين التنازلي لكثــافـة المـادة بالأبتـعاد عن مركـزها , تماما ً كمـا تتغير شــدة الأضـاءة تبعـاً لتغيير البعـد عن مركز الضـوء . إذاً فالجاذبيـة ما هي إلا تبـايـن تنازلي فـي تـوزيع المـادة ضمن الحجم الكروي للكون بالأبتعاد عن المركز . وكأنها في المادة تكون ذات ضغط مادي كبير بينما تتلآشــى بالأبتعاد عن مركزها محدثاً مايمكن أن نسـميه تـخلـخلا بالضغط المادي .
أن الجاذبية ونقيضها الدوران ( كقوة طرد عن المركز ) يمثلان القوة الأساسية في بناء الكون . أي
قوة بناء الكون = الجاذبية × سرعة الدوران [ 11 ]
وهكذا تفعل قوة بناء الكون من خلال الدورية بين نقـيضـيهـا على توليد المجـال الحيـوي لدورة النشوء والفناء . كـذلك أ ن مـعادلـة التنـاقـض [1 ] يمكن أعتبارها رغـم وضوحها وبسـاطتـها الشـديـدة عـلـى أنـها من أهـم أسـرار الكون الكـبرى وذلـك لد قـتـها الفـائـقـة فـي العـالـم المـادي وأمكانيـة أمـتـدادهـا لتـأكــد لـنا وبـبســاطـة شـديـدة أنـه لابـد مـن وجـود كـون مـوازي لـكـونـنــا أ و مـا يمـكـن وصــفـه بالعالـم الروحــي وهـو نقـيـض عـالـمـنا المـادي . لا بــل يـتـعـدى الـى ما هو أكـثـر من ذلـك ليـصـف لـنا العالم الروحـي أيـضـا ً من خـلال تـناقـض الجـنـة والنـــار . وبـذلــك يـكون مبـدأ التناقـض هــو أول تأكـيــد عـلمـي وبأسـلوب ريـاضي رصـيـن يـؤكــد حـقـيـقـة وجـود الجـنـة والنـار . والأنسان هو النقيض المنطقـي للجـن كذلـك لابـد من نقيض لهما كحالة ثابتـة ونقيضها هو الله الواحد الأحد سبحانه والملائكة
الـبــاب الــثـــانـــي
____________
الجـاذبـيـة ضـغـط مـادي
الجـاذبـيـة كـكلـمـة ذات مـد لـول الشـــتـات المــادي وهــذا مـا أريــد بـهـا ســابـقـا ً كـمـفـهــوم , وتـعـودنـا عـلى تـقـبـلــه . وهـذا مـا سـوف نـســتـمتر عـلـى تـداولــه فـي هـذا الكتــاب . ولــكــن مـن نـاحــيــة تــأثـيـرهــا أو فـعـلــهــــا فـي المــادة فـهــذا مـا ســوف نــصــفـه بالتــنــافــر , وحــســــب شــدة التـنـافـر بين الكتــل نـحــســبـه جــذبــا ً كمـا تـعـودنــا . أي أنـنـي أنظــر لـمـفــهــوم الجــاذبـيـه مــن زاويــة التــنــافــر بـيــن الكتــل وليــس مـن نـاحــيـــة التـجــاذب بـيــنـهـا .
ذلــك عــائــد لـرفــضــي حـالـة حــالــة عــدم وجــود عــلاقــة مـاديــة بـيـن الكتــل المـتـجــاذبــة , إســتـنـادا ً لـمــبــدأ التـنـاقـض كـمــا أوضــحــتــهــة المــعــادلــة [1] , حـيــث أن النـقـيـض المـنـطقــي الوحــيد لحالــة المـادة والطــاقــة ( رغم تناقـضـهـمـا ) هــو الفــراغ التــام , وبـذلــك فأنهـمـا فـي حـالـة دوريــة لا نـهـائــيــة ( * أنـظــر الـهــامــش - 1 - ) لــذا فــأن التــفــتتـت المـتـزايــد بالأتـجـاه المـعــاكــس لـمــركــز الكــتـلــة يــســايــر الحــالــة الـدوريــة بـيـن ( المــادة - الـفــراغ ) , وعلى هذا الأســاس يـمكـن تـوقع تـأثــيـرا ً مــاديـا ً فـي عـمـلـيــة مـا , عـلـى أنــه تـجـاذب بـين الكتــل المـاديــة فـي الكــون .
ولــهـذا تـعـرضـنـا فـي البـاب الســابــق الـى أفــتــراض أن فـعــل الجــاذبـيــة مـا هــو إلا نـاتــج حــركــة جـزيـئــات مـاديــة غــايــة فـي الصــغـر , مـمـا يــؤثــر زخــمــهــا الضــاغــط عـلى الجـســيــمــات الأكــبـر لتــغــيــيــر مـواقــعـتهــا مـمــا يــعــنـي أن زيــادة شــدة (عــدد و ســــرعــة حــركــة ) هــذه الجـزيــئــات يـلـعـب دورا ً أســاســيــا ً فـي تـحــديــد مــواقــع تــلـك الجـســيـمـات الأكــبـر بـالـنـســبـة للمـســافــات بـيـنـهــا.
وبالنتيجــة فأن حركــة هــذه الجــزيئات يعـنـي تـغـيـيـراً في كثافـة المادة الكليـة , كمـا أن تـدنـي الكثافـة يعني زيادة الحجم عند ثبوت كمية الكتلة , وهـذه الزيادة الحجمية بحد ذاتها تحدث تخلخلاً أو ضـعـفـاً في قوة التجاذب مـع المـركـز الكروي للكتلة الكليـة .
إذن .... الجـاذبيـة بين كتلتين مـا هــي إلا قــوة نـاتـجــة ( متولدة ) بـســبـب التـنـافــر بـيـن الكتـل المـولــدة لـهـذه الجـزيـئـات المـتـنـاهــيـة الـصــغــر , والتـي ســوف نـســميـهـا فيـمـا بـعـد بالـد قــائـق المـاديــة أو وحـدات الجـذب أو كمـا أفـتـرضــهـا آينـشــتـايـن وأســمـاهـا ( GRAVITON) ولـســوف نـتـطـرق لمـواصـفـاتـهـا لاحـقـاً . هـذه الـدقـائـق تـجـعـل مـن المـسـافـات بـيـن الكـتـل كالـوســادة المـتـغــيـرة الحـجـم , بـســبـب مـحــاولـتـهــا المـحـافـظـة عـلـى كـثـافـتـهـا ( أي كـمـيـة الـدقــائــق ضـمـن المســافـة ) . هـذا التـغـيـر بـكثـافــة المـادة بـيـن الكـتـل والذي سـبـبـه الكتـل ذاتـهـا المولدة للدقائق , هـو الذي يؤدي لـتـغـيـر المـسـافـة بـيـنـهـمـا وبكـلـمـة أخــرى هـي تـغـير في قوة الجاذبيـة بينهـمـا .
الـبــاب الـثــانــي
الأربعاء فبراير 11, 2009 10:56 pm
اليومية
