الخـــــــــــــــــــــــــــط العربي
إن للخط العربي مكانة سامية في المجال التعليمي ؛ فهو وسيلة من وسائل التعبير الكتابي , والخط الجيد يبين مقاصد الكاتب , أما الخط المشوه الردئ لا يبين مقاصد الكاتب وينأى بها القاريء عن الفهم الدقيق .
والخط ضرورة من ضرورات الحياة المتحضرة وفن من فنونه الجميلة التي تربي الذوق وترهف الحس .
وبعض الناس يتخذون من الخط العربي دليلاً على تقدم المدرسة ومدى نجاح تلاميذها , ولكن هذا المقياس جانبه الصواب إذ أن كثير من عظماء المتعلمين خطهم ردئ وهم يعترفون بذلك , ويودون لو أكملوا هذا النقص .
وفي درس الخط مجال لتعهد المواهب العقلية كالانتباه ودقة الملاحظة , ويعود التلاميذ النظام والدقة والملاحظة , ويثير فيهم حب المنافسة , ويأخذهم بالتأني والصبر والمثابرة .
العناية بــــــــــه :
ظفر الخط العربي بمزيد من الاهتمام في مراحل تاريخية مختلفة , فعندما كان مظهراً من مظاهر الثقافة والحضارة الإسلامية , وفي عصرنا الحاضر ظلت العناية بالخط متزايدة .
- فكان لها حظها في جدول الدراسة .
- كان للخط درجة مستقلة في الورقة الامتحانية
إنشاء معاهد خاصة بالخطوط
أهمية تدريسه
الخط العربي يعود التلاميذ صفات تربوية مهمة كالملاحظة وقوة التحكم والصبر والنظافة وسرعة النقد وينمي ذوقهم .
وللخط السيء تأثير في نفس قارئه . وذلك مثل
1 – القدرة على تدوين الأفكار بطريقة منظمة .
2 – في تدريب التلاميذ على الخط تعويد لهم على الإتقان بسهولة وسرعة .
3 – إدراك الجمال , ودقة الملاحظة , وقوة الانتباه , وحُسن الذوق .
4 – تكون كثير من العادات الحسنة , كالنظام , والدقة , والنظافة , والصبر . . . الخ .
كيف نحكم على جودة الخط ؟
من المعايير التي تستخدم في الحكم على جودة الخط : وضوحه , جماله , سرعة الكاتب .
مراعاة دقائق الكتابة , وانسجام الحروف , وتناسق الكلمات .
ووضوح الخط قيمة ينبغي أن نغرسها في نفوس أبنائنا .
محنة الخط العربي
قدِّر له أن تتخلى عنه العناية , وأن يبتلى بسلسلة من المحن التي كانت من أهم أسباب تدهوره فنشأ جيل جديد من التلاميذ يتسم برداءة الخط والتهوين من شأنه , إلى حد الإهمال .
وكان نتيجة ذلك ؛ أصبحت كتابات التلاميذ في الكراسات موضع شكوى .
وشر ما ابتلى به الخط العربي أنه أسند تدريسه لطائفة من المعلمين ليس لديهم إلمام بقواعده ؛
وأكثرهم خطهم ردئ ؛ لذلك فهم عاجزون عن تقديم المثل الجيد بالمحاكاة .
وسائل النهوض بالخط العربي
جعله مادة مستقلة , وزيادة حصصه في الخطة الدراسية .
إعداد معلمي الخط إعداداً فنياً تربوياً .
العناية بالوسائل المعينة على تعليم الخط والنهوض به , كالنماذج واللوحات والحروف البارزة .
محاسبة الطالب على جودة الخط .
تزويد المعلمين بدليل يرشدهم إلى الطرق السديدة في تدريس الخط العربي .
تأليف جماعات لتحسين الخط , وتشجيعهم بالمكافآت وإظهار نشاطهم بمختلف الوسائل .
إقامة المسابقات بين المدارس ومنح الجوائز للمتفوقين .
طرق تعليم الخط العربي :
تعليم الخط العربي يحتاج لأن يخصص له مقرر , وأن تحدد له أسس وطرق لتدريسه , وأن تعد له الوسائل المعينة .
1 – طريقة تجزئة الحرف : وهنا يكون الحرف محور الاهتمام وذلك بأن يجزأ الحرف إلى أجزاء متعددة ويدرس كل جزء منها على انفراد .
ولهذه الطريقة عيوب : أهمها أنها لا تثير اهتمام التلاميذ للكتابة .
2 – طريقة الحرف : وفيها يكون الحرف هو الأساس الذي يقوم عليه التدريس والتدريب .
ولها ثلاثة أنماط
أ ) تقديم الحروف بترتيب عرضها في كتاب القراءة .
ب ) تقديم الحروف بترتيب حروف الهجاء ( أ – ب – ت – ث - ...) .
ج ) تقديم الحروف المتشابهة رسماً ( ص , ض ) مثلاً .
3 ) طريقة الكلمة :
التعلم فيها بالكلمة أو الجملة القصيرة وفيها يد التلميذ الدافع لبذل الجهد ومواصلة التدريب .
تدريس الخط العربي
تدريس الخط العربي يمكن أن ينفذ من خلال أسلوبين
الأول : ويمر بالخطوات التالية
أ ) يعد التلميذ قبل الحصة ما يلزمه من قلم وكراسة وأوراق .
ب ) يكتب المعلم النموذج الخطي على السبورة أو يعرضه بأي وسيلة من وسائل العرض .
ج ) يتناقش المعلم مع تلاميذه حول المعنى العام والمفردات الواردة في النموذج الخطي , ثم يشرح المعلم طريقة كتابة الحرف .
د ) ينبغي أن يُطالب التلاميذ باستعمال أعينهم وعقولهم قبل الكتابة وأثنائها .
هـ ) تكليف التلاميذ بأن يجلسوا جلسة الكتابة وكيفية إمساك القلم ووضع الكراسات على الطاولات طوال الحصة لا في أولها فقط .
و ) يفضل بالبدء من السطر الأخير حتى يكون المثال دائماً أمام أعينهم ليحاكونه , ويمر المعلم لتوجيه تلاميذه .
ز ) على المعلم أن يصحح على الفور أي خطأ وكل خطأ يقع نظره عليه , فإن كان عاماً أرشد الجميع إليه باستخدام السبورة .
أما الثاني :
أ ) يقسم المعلم السبورة إلى قسمين : أحدهما للنموذج , والثاني للشرح والتحليل .
ب ) يبدأ المعلم في رسم الحروف ويستحسن استخدام الحروف الملونة لبيان أجزاء الحروف وإخراج بعض التلاميذ للمحاكاة .
ج ) يمر المعلم بين التلاميذ ؛ ليرشد كل تلميذ إلى موضع خطئه .
د ) يضع المعلم التقدير الناسب لكل تلميذ .
معوقات تدريس الخط العربي
هناك معوقات تعوق تدريس الخط العربي ممكا يؤدي إلى عدم الاهتمام به وتتمثل هذه المعوقات في :
1- معوقات تتعلق بالتلميذ :
أن التلميذ ليس لديه الفهم الكافي لأهمية الخط العربي في استخداماته اليومية , بالإضافة لقلة الدافع لإتقان المهارة , وضعفه في القدرة على القراءة والكتابة .
2- معوقات تتعلق بالمعلم :
إهمال المعلم لحصة الخط العربي وتحويلها لتدريس فرع آخر من فروع اللغة العربية .
استغلال حصص الخط في الراحة أو التصحيح .
عدم مراعاة التنويع في حصة الخط , مما يؤدي إلى الملل وسآمة التلاميذ .
3- معوقات تتعلق بطريقة التدريس :
غالبا ما تكون طرق التدريس المستخدمة في الخط العربي لا تستخدم الوسائل المعينة على التعلم , كما أنها لا تتيح الفرص أمام المتعلمين لممارسة مهارة الخط المراد تعلمها والتدريب عليها .
4- معوقات تتعلق بالمنهج المدرسي :
النماذج المستخدمة لا تناسب ميول التلاميذ وحاجاتهم , إذ أنها لا تتضمن الجوانب الجمالية التي تثير حب التلاميذ للخط العربي .
5- معوقات تتعلق بالنشاط المدرسي :
لا يتيح النشاط المدرسي الفرص الحقيقية للتلاميذ لاستغلال مواهبهم , بالإضافة لعدم اهتمامه بمعارض الخطوط في المدارس , كذلك عدم اهتمامه بمعارض الخطوط في المدارس .
6 – معوقات تتعلق بوسائل التقويم :
التقويم لا يتسم بالشمول لجميع مهارات الخط العربي والعادات السليمة للكتابة , وعدم استخدام بطاقات لتعرف مدى اتقان التلاميذ للمهارات الخطية لقياس مدى التقدم الذي يحرزونه .
المبادي العامة التي يمكن الاسترشاد بها في دروس الخط العربي
- يتعرف التلاميذ جيداً رسم الحروف قبل البدء في المران على الخط
- تبدأ الكتابة في موقف مفعم بالفرضية والمغزى بالنسبة للمتعلمين .
- لا يلزم في المراحل المبكرة أن نكلف التلاميذ كثيراً من المطالب , بل نتركهم ينقلون ما على السبورة من نماذج دون أية مساعدة .
- المراجعة المتكررة المنظمة لمختلف ملامح الخط ورسمها بهدف الوصول للمستوى المطلوب , ويكون ذلك في حصص المران .
قياس التقدم في تعلم الخط
كان المعلمون يقيسون التقدم في تعلم الخط بالاحكام الشخصية , وبعد جمع عينات ومقارنتها , وإعداد مقاييس موضوعية يمكن أن يطبقها المعلمون بطريقة موحدة تقريباً .
وكانت الصفتان الأساسيتان اللتان تقيسهما هذه المقاييس هما : السرعة والجودة .
المراجع :
الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية لعبدالعليم إبراهيم
تعليم اللغة العربية بين النظرية والتطبيق للدكتور حسن شحاتة