الأستاذ حمود العقاب ذلك الرمز الوطني

الأستاذ حمود العقاب ذلك الرمز الوطني

إبراهيم غرايبة

لم يدرسني الأستاذ حمود مباشرة سوى أيام وحصص قليلة، فقد كنت صغيرا ويدرس هو طلاب المرحلة الإعدادية، وعندما كبرت سافر إلى مسقط، وعندما عاد كنت قد تركت المدرسة، ولكنه كان صديق أخي محمود أبو عكرمة، وكانا يلتقيان يوميا تقريبا، وكنت مثل جميع طلاب المدرسة معجبا به، لدماثته النادرة في ذلك الوقت، فقد كان يغلب على الأساتذة الحزم، وقد توسط مرات عدة ليعفيني من العقوبات التي لم يكد ينجو منها أحد من التلاميذ، وأتذكره اليوم وهو يشارك الطلاب في كرة الطائرة والسلة، والجري، وكان يسبقهم جميعا.

وكان بالنسبة لإخواني الكبار والأصغر مني رمزا يملؤهم بالإعجاب والتقدير، ذكاؤه وسرعة بديهته، والنكتة اللطيفة التي كان يطلقها، وقبل ذلك كله حبه اللامحدود للغة العربية، ومعرفته الواسعة بالنحو والأدب، لقد تعلمت منه كيف تحول اللغة إلى مورد في العمل والحياة يساعد على التقدم، مهما كان عملك وتخصصك.

مازال الأستاذ حمود يدرس، وقال لي مرة إنه يدرس اليوم تلاميذ كان قد علم من قبل آباءهم وأجدادهم، وأعتقد أنه كان واحدا ممن ساهم في تكوين جيل متفوق ومؤمن بلغته وقادر على مواصلة التعلم والتقدم.

مشكور خال ابو جهاد على هذه المشاركة الرائعة

» أبو عكرمة الأستاذ محمود الغرايبة
» العقاب و الثواب في المجال المدرسي
» البخيت : انهيار الطبقة الوسطى يؤثر على الامن الوطني