|
فَمَـن أَطَاعَـكَ ، فانْفَعْـهُ بِطَاعَتِـهِ |
كَمَا أَطَاعَكَ ، وادلُلْـهُ عَلَى الرَّشَـدِ |
وَمَـنْ عَصَـاكَ ، فَعَاقِبْـهُ مُعَاقَبَـةً |
تَنهَى الظَّلومَ ، وَلاَ تَقعُدْ عَلَى ضَمَـدِ |
إلاَّ لِمثْـلكَ ، أَوْ مَنْ أَنـتَ سَابِقُـهُ |
سَبْقَ الجَوَادِ ، إِذَا استَولَى عَلَى الأَمَـدِ |
أَعطَـى لِفَارِهَـةٍ ، حُلـوٍ تَوابِعُـهَا |
مِنَ المَواهِـبِ لاَ تُعْطَـى عَلَى نَكَـدِ |
الوَاهِـبُ المَائَـةِ المَعْكَـاءِ ، زَيَّنَـهَا |
سَعدَانُ تُوضِـحَ فِي أَوبَارِهَـا اللِّبَـدِ |
والأُدمَ قَدْ خُيِّسَـتْ فُتـلاً مَرافِقُـهَا |
مَشْـدُودَةً بِرِحَـالِ الحِيـرةِ الجُـدُدِ |
والرَّاكِضاتِ ذُيـولَ الرّيْطِ ، فانَقَـهَا |
بَرْدُ الهَوَاجـرِ ، كالغِـزْلاَنِ بالجَـرَدِ |
والخَيلَ تَمزَعُ غَرباً فِي أعِنَّتهَا كالطَّيـرِ |
تَنجـو مِـنْ الشّؤبـوبِ ذِي البَـرَدِ |
احكُمْ كَحُكمِ فَتاةِ الحَيِّ ، إِذْ نظـرَتْ |
إلـى حَمَامِ شِـرَاعٍ ، وَارِدِ الثَّمَـدِ |
يَحُفّـهُ جَـانِبـا نِيـقٍ ، وتُتْبِعُـهُ |
مِثلَ الزُّجَاجَةِ ، لَمْ تُكحَلْ مِنَ الرَّمَـدِ |
قَالَتْ : أَلاَ لَيْتَمَا هَـذا الحَمَـامُ لَنَـا |
إلـى حَمَـامَتِنَـا ونِصفُـهُ ، فَقَـدِ |
فَحَسَّبوهُ ، فألفُـوهُ ، كَمَا حَسَبَـتْ |
تِسعاً وتِسعِينَ لَمْ تَنقُـصْ ولَمْ تَـزِدِ |
فَكَمَّلَـتْ مَائَـةً فِيـهَا حَمَامَتُـهَا |
وأَسْرَعَتْ حِسْبَةً فِـي ذَلكَ العَـدَدِ |
فَلا لَعمرُ الَّذِي مَسَّحتُ كَعْبَتَهُ وَمَـا |
هُرِيقَ ، عَلَى الأَنصَابِ ، مِنْ جَسَـدِ |
والمؤمنِ العَائِذَاتِ الطَّيرَ ، تَمسَحُـهَا |
رُكبَانُ مَكَّةَ بَيـنَ الغَيْـلِ والسَّعَـدِ |
مَا قُلتُ مِنْ سيّءٍ مِمّـا أُتيـتَ بِـهِ |
إِذاً فَلاَ رفَعَتْ سَوطِـي إلَـيَّ يَـدِي |
إلاَّ مَقَـالَـةَ أَقـوَامٍ شَقِيـتُ بِهَـا |
كَانَتْ مقَالَتُهُـمْ قَرْعـاً عَلَى الكَبِـدِ |
إِذاً فعَـاقَبَنِـي رَبِّـي مُعَـاقَـبَـةً |
قَرَّتْ بِهَا عَيـنُ مَنْ يَأتِيـكَ بالفَنَـدِ |
أُنْبِئْـتُ أنَّ أبَـا قَابُـوسَ أوْعَدَنِـي |
وَلاَ قَـرَارَ عَلَـى زَأرٍ مِـنَ الأسَـدِ |
مَهْلاً ، فِـدَاءٌ لَك الأَقـوَامُ كُلّهُـمُ |
وَمَا أُثَمّـرُ مِنْ مَـالٍ ومِـنْ وَلَـدِ |
لاَ تَقْذِفَنّـي بُركْـنٍ لاَ كِفَـاءَ لَـهُ |
وإنْ تأثّـفَـكَ الأَعـدَاءُ بالـرِّفَـدِ |
فَمَا الفُراتُ إِذَا هَـبَّ الرِّيَـاحُ لَـهُ |
تَرمِـي أواذيُّـهُ العِبْرَيـنِ بالـزَّبَـدِ |
يَمُـدّهُ كُـلُّ وَادٍ مُتْـرَعٍ ، لجِـبٍ |
فِيهِ رِكَـامٌ مِنَ اليِنبـوتِ والخَضَـدِ |
يَظَلُّ مِنْ خَوفِـهِ ، المَلاَّحُ مُعتَصِـماً |
بالخَيزُرانَة ، بَعْـدَ الأيـنِ والنَّجَـدِ |
يَوماً ، بأجـوَدَ مِنـهُ سَيْـبَ نافِلَـةٍ |
وَلاَ يَحُولُ عَطـاءُ اليَـومِ دُونَ غَـدِ |
هَذَا الثَّنَـاءُ ، فَإِنْ تَسمَعْ بِـهِ حَسَنـاً |
فَلَمْ أُعرِّضْ ، أَبَيتَ اللَّعنَ ، بالصَّفَـدِ |
هَا إنَّ ذِي عِذرَةٌ إلاَّ تَكُـنْ نَفَعَـتْ |
فَـإِنَّ صَاحِبَـها مُشَـارِكُ النَّكَـدِ |