نحو..قسطرة القلب العربي

يلجأ أطباء القلب إلى عملية القسطرة للكشف عن تصلب الشرايين وقياس الضغط في فجوات القلب.

واتساقا مع المعلومة الطبية ؛ فان القلب العربي يعاني حالة من التصلب في المواقف واضطراب في خفقات المصالح العربية، وتجلط في تدفق الدم في شريان الجسد العربي، ولذلك فان عمليات القسطرة لم تجد نفعا ؛ فالضرورة تقتضي اللجوء إلى فتح القلوب العربية لاتساع الأوردة المغلقة ؛ لأننا بحاجة إلى تقوية عضلة المُصالحة العربية العربية من خلال مراجعة شاملة ودقيقة لوضعنا العربي وما نحن عليه ؛ وماذا نريد أن نكون بعد أن اتضحت الأمور وانجلى الصبح لذي عينين ؛ فالدول المقتدرة وأجهزة الأمم المتحدة يرميان معا عن قوس واحد والجسد العربي معلق في الهواء لا يقوى على التحليق ولا يستقر له قرار والجراح في كل مكان، وجراح ذوي القربى أثخنت الظهر وأدمت الصدر وتكسّرت النصال على النصال، فهاهو الانقسام الفلسطيني الفلسطيني يزداد اتساعا وكأن دعاء المصالحة لم يزدهم إلا فرارا والخلافات العربية العربية على أساسها تضيق حينا وتتسع أحيانا، ولا ندري في أي اتجاه يمضي المركب العربي ؛ وهل هنالك مرفأ يمكن الرسو إليه أم أن البوصلة فقدت الاتجاه بوعينا أو بغير وعينا حتى أصبحنا في مرحلة انعدام الوزن .

إن الحكومة في إسرائيل قد تشكلت ولا تختلف عن سابقتها في استخدامها لأدوات التمييع للقضية الفلسطينية، وسياسة التقطيع لأوصال الأراضي الفلسطينية، وأساليب التجويع في محاصرة الشعب الفلسطيني.

إن القلوب العربية مغلقة وغير موحدة ؛ فهي في حالة تشتت وانقسام وتعارض في المواقف وعدم انسجام، ففلسطين محتلة والعراق مستباحة والحقوق العربية مسلوبة؛ وليس هنالك بارقة أمل للخروج من نفق العروبة المظلم .

لقد تسلق عمى الألوان على أبصارنا، ولم نعد نرى المواقف السديدة والناصحة المعبرة عن ضمير الأمة ؛ فاختلط الحابل بالنابل، وبقي الأردن دوما في عين العاصفة، يعض بالنواجذ على أُرومة العروبة وقيّمها الثابتة، وبقيت القيادة الهاشمية على مر التاريخ ناطقة باسم الحق والعدل،وداعمة للوحدة العربية، وحاملة للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية باعتبارها قضية العرب الأولى والمركزية في الصراع العربي الإسرائيلي.

إن الأردن قدرها أن تبقى منارة إشعاع وتنوير ونهوض في سماء الأمة وان تنكر لها الأصدقاء وكاد لها الأعداء؛ فهي متمسكة بوحدة الصف العربي لأنها عروبية الطابع والمحتوى، فقدمت التضحيات الجسام وقوافل الشهداء العظام رغم شح الإمكانات وضيق ذات اليد .

فالأردن نجح في مجال الطبابة في القلوب ومازال قادرا بما يملك من موروث قيمي وبعد نظر واستشراف على قسطرة القلب العربي وإعادة النبض إليه إن صحت النوايا من أبناء يعرب وحكّموا منطق العقل فيما شجر بينهم .

د. مالك هاني خريسات

مشكووووووووووووووووور

بارك الله فيك

» القلب
» الحب من القلب
» القلب مركز التعقل