عندما تحولت المدرسة إلى إعدادية

عندما تحولت مدرسة الهاشمية/فارا إلى إعدادية

إبراهيم غريبة

ظلت مدرسة الهاشمية منذ تأسيسها حتى عام 1956 تدرس للرابع الابتدائي، وكان أبناء البلدة يغادرون المدرسة بعد ذلك للعمل في الزراعة، ثم بدأوا يتجهون إلى الجيش والأمن، وفي أحد مجالس القرية كان الفتى الصغير محمود (أبو عكرمة) الذي تخرج من المدرسة وبدأ العمل في الزراعة يشارك في المجلس وطرح موضوع استئناق الدراسة فبكى من التأثر، واستنفر الآباء والمشاركون في الجلسة أنفسهم في اليوم التالي لتطوير المدرسة، وتعهدوا بدفع رواتب المعلمين الإضافيين للمدرسة، واستقرضوا من تجار نابلس 150 دينارا، وعاد الشباب لاستئناف دراستهم، وكان من هذا الجيل الذي استأنف دراسته، محمود غريبة أبو عكرمة، وحمود العقاب، وعبد الله أبو صيني، وخالد أبو صيني، وصالح أبو صيني، ومحمد الربابعة أبو عمر، وشتيوي حداد، وآخرون كثيرون، ولكن الشباب المذكورين واصلوا دراستهم الإعدادية والثانوية في عجلون، وعملوا في التدريس، وهم الجيل الأول من المدرسين في البلدة الذين بدأوا العمل في أوائل الستينات، وأظن أن الأستاذ أبو علي الربابعة (لا أتذكر اسمه الآن، وهو أخو أبو بشير الربابعة) قد سبقهم بقليل، لكنه لم يعمل في البلدة، وكانت هذه المجموعة بداية للنهضة التعليمية في المدرسة وفي البلدة، فلا يحرث الأرض كما يقال إلا عجولها، وأظن أن لكل واحد منهم بالإضافة إلى أبو بشير قصة مميزة في تاريخ المدرسة تحتاج أن يكتب عنها بالتفصيل، وقد شكلوا معا تجربة جمياة ومؤثرة، عملوا في الليل والنهار، وكانوا يفكرون ويخططون معا، وكان لهم قصص وكريات، أتمنى لو أن أحد شباب المدرسة يجلس معهم ويسجل قصصهم وذكرياتهم، فربما نحصل بذلك على رواية تاريخية جميلة ومهمة أيضا.

كان أبو بشير واحدا من الفريق، أتذكر أن أبو عكرمة كان يثق به ويعتمد عليه ويستشيره في كل شيء، وكان بحق واحدا من المؤسسين المميزين في ذاكرة المدرسة والطلاب، وأظنه يشكل قصة مميزة وطويلة.

ثم انضم الى المدرسين مجموعة من أبناء البلدة الذين ساهموا بشكل مميز في نهضتها، إبراهيم الربابعة أبو فؤاد، أستاذ العلوم والرياضيات، ومحمد العقلة أستاذ الشريعة الإسلامية، وخليف غرايبة، الذي حول مادة الجغرافيا بقسوتها ومللها إلى ثقافة ممتعة ومفيدة، وحمزة غرايبة أستاذ العلوم المبدع، وياسر غرايبة الذي أكمل مشوار الأستاذ مصباح في النهضة الرياضية للمدرسة.

ولكن بقينا نعاني من ضعف اللغة الإنجليزية، كانت هذه عقدة جيلي ومن سبقني أيضا، وعلمت أن الوضع تحسن كثيرا فيما بعد بمجيء أساتذة مميزين.

سأحاول في المستقبل أن أكتب عن كل واحد من الأساتذة قصة مستقلة، ولكن ما يهمنا هنا هو الإشارة إلى مسألتين أساسيتين، وهما أن نهضة المدرسة كانت بفعل حماس ووعي أهل البلدة، ومجيء أساتذة من أبنائها للتدريس فيها، وأظن أن كل مدرسة لا تنجح إلا بهذين العاملين.

لقد جمع أهل البلدة في أوائل السبعينات نصف تكاليف المدرسة، 27 ألف دينار للمساهمة في بناء المدرسة الجديدة، وهو مبلغ كبير جدا في ذلك الوقت، وهنا يجب أن نذكر بخير أبو معروف رئيس المجلس القروي وأول رئيس للبلدية فيما بعد.

وكان الأساتذة أكثر من أساتذة او موظفين، لقد كانوا وما زالوا إخوة كبار، كنا حريصين على كسب ثقتهم، ومازلت أشعر بخجل وأسف كبير كلما أتذكر أني خذلتهم، فقد كانوا يسعدون ويفرحون كثيرا بنجاحنا وتفوقنا، وكان يحزنهم تقصيرنا وفشلنا.

كلمات من ذكريات مدرستنا

سيتم فتح قسم بذلك

ان شاء الله

كلمات نستذكر منها عبق الماضي (الجيل الوردي)

نشكرك كاتبنا الكبير خلى هذه الكلمات الطيبة

» عندما رأيتها
» هل تعلم عندما عصى الشيطان ربه من كان شيطانه
» ماذا تفعل عندما يسقط جوالك في الماء ؟