المضافات العشائرية .. بين اصالة الماضي وضرورات المستقبل

التحقيقات الصحفية - أنس علي الخصاونة

برز دور المضافات العشائرية او كما يصطلح عليها حاليا بالدواوين في بداية القرن التاسع عشر ، حيث ارتبطت نشأة المضافات في بلاد الشام بنشوء الدولة العثمانية التي كانت تطبق نظام السنجقيات ( الألوية ) في اراضيها ومنها الاراضي العربية ، وكان لنظام الحكم العثماني المتبع في تلك الفترة أثر في تنشيط عمل المضافات كمركز يجتمع فيه افراد العشيرة الواحدة او مجموعة العشائر للتداول في الامور العامة التي تهم الأفراد سواء الاجتماعية منها او السياسية ، وذلك للخروج بقرارات مهمة لحل مشكلة عامة او لتحديد موقف ما تجاه قضية معينة ، حيث اعتبرت الدواوين مرجعية اساسية في اتخاذ اي قرار او مشورة في امور لها صلة بالصالح العام .

حول هذا الموضوع يقول المحامي عبد الرؤوف التل ، رئيس بلدية اربد الكبرى ، ان الاصل في المضافة انها اخذت من الضيافة لانها من تقاليد الحضارة العربية الاسلامية ، فالغرباء وابناء السبيل كانوا يتنقلون من بلدة الى اخرى لاغراض متعددة ، وكان لايوجد في كثير من البلدان والقرى فنادق ، فاصبح لكل عشيرة في المدينة او القرية مضافة وهي عبارة عن مكان فسيح يستقبل الناس ويبيتون فيه لأن شيخ العشيرة ومن حوله من رجالاتها كانوا يرفدون الضيف ويكرمون نزله بالمأكل والمبيت ، وكانت المضافة هي المكان المناسب لاجتماع افراد العشيرة في افراحهم واتراحهم وقضاء لياليهم في الصيف والشتاء ، وكثيرا ما كانت المضافة تستقبل بعض الرواة للقصص والاحاديث او الشعراء المتجولين الذين يجيدون الشعر والعزف على الربابة ، فالمضافة هي منتدى للثقافة ومنزل للشباب ، ولم يقتصر دور المضافة على ذلك بل ان لها دورا في مناسبات الاعياد والافراح واستقبال الجاهات اثناء الخطبة او تجمع ابناء العشيرة للانطلاق الى جاهة في مضافة اخرى ، وبين التل انه ومنذ عهد الامارة وحتى تشكيل المملكة اخذت المضافة تلعب دورا سياسيا واضحا ، بحيث انها تفرز المرشح المناسب للمشاركة في الانتخابات البلدية او البرلمانية ، كما انها تعتبر مركزا انتخابيا للمرشح .

مشكوووووووووووووووووووور

بارك الله فيك