الثوم بين الطب الحديث والشريعة.

لعلَّ أول ما يتبادر إلى بال كثير من الناس حين يُذكر الثوم، نهي رسول الله عليه الصلاة والسلام آكل الثوم أن يدخل المسجد، وينسى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الآخر... عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم Sad

كل الثوم.. فلولا أني أناجي الملك لأكلته).
لا يعرف المؤرخّون بدقة من استخدام الثوم في الطعام لأول مرة ، إلا أنّ من المؤكد أنّ السـومريين استخدموا الثوم كدواء قبل أكثر من (2600) عام قبل الميلاد . كما أن أوراق البردي المكتوبة قبل أكثر من (1500) عام قبل الميلاد أكدّت أنّ قدمــاء المصريين كانوا يعتمدون على الثوم في علاجاتهم . وفي العصور الوسطى وصل الثوم إلى أوروبا ، وراح الأوروبيون يعالجون الطاعون وأمراض القلب بالثوم
وعلى مدى قرون عديدة ، استٌخدم الثوم في الطب الشعبي في علاج عدد من الأمراض الإنتانية ، إلا أنه أصبح أكثر شهرة في السـنوات الأخيرة لدوره في الوقاية من السـرطان وأمراض القلب.
*ماذا في الثوم ؟
ورغم أنّ الثوم يحتوي على أكثر من مئة مركّب كيميائي ، فإنَّ أهمها على الإطلاق هو مركب ّ ( أليسين) ؛ وهو حمض أميني يحتوي على الكبريت ، ولا يوجد مركب ( أليسين ) في الثوم الطازج ، إلا أنه يتشكّل فورا ً من مركب آخر ، وذلك عندما يقطع الثوم أو يسحق . ويعتقد الباحثون أنّ مركبّ (أليسين ) هو المسؤول عن الخصائص البيولوجية الفعّالة للثوم . كما أنّ الطهاة يعرفون جيدّا ً أنه المسؤول عن الرائحة الوخّاذة للثوم .
ومعظم الثوم المستخدم في المستحضرات الطبيّة يستعمل على شكـل مسحوق على شكـل (حبوب) ، إلا أن بعض المستحضرات تحتوي على خلاصة زيت الثوم
وتحتوي معظم مركبات مسحوق الثوم على كمية محددة من (الأليسين ) . والحقيقة أنّ معظم الدراســات المخبرية أُجريت على مسحوق الثوم . ويعتبر مسحوق الثوم أكثر المستحضرات الطبيّة للثوم فعالية .
وقد لاحظ الدارسون في أوائل السبعينات من القرن العشرين أنّ الأشخاص الذين يعيشون في حوض البحر الأبيض المتوسط كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض شرايين القلب .
ومن المعروف أنّ الثوم يُعتبر جزءاً أساسيا ً من محتويات الطهي في تلك المنطقة. ويمكن القول بانّ الاهتمام الكبير بزيت الزيتون والسـمك والألياف المتوفرة في غذاء حوض البحر المتوسـط قد طغى على الاهتمام بالثوم . ورغم ذلك فإنّ الدوافع كانت قويّة لحثّ الباحثين على إجراء الدراسـات العديدة على الثوم .

وقد بدأ الاهتمام بدور الثوم في الوقاية من السـرطان منذ الثمانينات من القرن العشرين ، عندما وجد الباحثون أنّ سرطـان المعدة كان اقل انتشـارا ً عند من كان يتناول الثوم في الصــين . وفي تقرير ٍ حديث ٍ نشرت جامعة هارفارد في شهر سبتمبر - أيلول 2002م استعرض الباحثون أحدث الأدلة العلمية المتوفرة حتى الآن في مجال الثوم
*الثوم والسرطان:
في عام 2000م استعرض الباحثون من جامعة north Carolina (22) دراسة أجريت للتعرُّف على دور الثوم في الوقاية من السرطان، وقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين كانوا يتناولون ستة فصوص من الثوم في الأسبوع كانوا أقل عُرض للإصابة بسرطان القولون بمعدل (30%) ، وقد انخفض معدل حدوث سرطان المعدة عندهم بمعدل(50%)، وذلك بالمقارنة مع الأشخاص الذين لم يكونوا يتناولون الثوم أبداً.
وأبدَت الدراسة المخبرية الحديثة أملاً جديداً في أن الثوم يمكن أن يقي من السرطان وأمراض القلب.
فعند الحيوان استطاع الثوم أن يوقف نشاط عددا من المواد الكيميائية التي يمكن أن تحرض على حدوث السرطان. كما استطاع الثوم أن يوقف نمو جرثوم يدعى H.pylori وهو الجرثوم المتهم في تسبب سرطان المعدة وقرحة المعدة.
وقام الباحثون أيضاً باستخدام خلاصة الثوم في تثبيط عدد من السرطانات عند الإنسان، بما في ذلك سرطان البروستات في أنابيب الاختبار، ومع ذلك فإن الحاجة ماسة لمزيد من الدراسات التي تثبت دور الثوم في الوقاية من السرطان أو حتى معالجة السرطان.
*الثوم والقلب:
إن الدراسات التي أجريت على الثوم في ميدان أمراض القلب كانت أكثر تقدماً وإثباتاً، فقد أفادت الدراسات التي أجريت في أنابيب الاختبار وعلى الحيوانات إلى أن الثوم يحارب أمراض القلب على عدة مستويات، فهو يساعد في خفض كولسترول الدم، وفي خفض ضغط الدم ويساعد على مرونة الشرايين ومنع تخثّر الدم... والحقيقة أن عددا من هذه الدراسات يتمتع بمصداقية ونتائج موثوقة.
· المصدر:
- الطب النبوي بين العلم والإعجاز: د. حسَّان شمسي باشا.
- الطب النبوي: للإمام ابن القيم.
- إعجاز الطب النبوي: د. السيد الجميلي.

مشكوووووووووووووووووور اخي على الموضوع المميز
بارك الله فيك