المقابلة الإرشادية

للمقابلة الأولى أهمية كبيرة حيث تتكون منها بناء الألفة مع المسترشد بما يشجعه على الاستمرار في العملية الإرشادية .....التهيئة للمقابلة الإرشادية عامل من عوامل النجاح فيها ..وتبدأ منذ استقبال المرشد للمسترشد إلى أن تنتهي المقابلة بتوديعه.....تبدأ المقابلة في مكتب المسترشد حيث يراعى فيه السرية والخصوصية بمعنى ان يكون باب غرفة المرشد مغلقا ويفضل ان يكون الباب زجاجيا او نصفه من الخشب والنصف الاخر من الزجاج حيث تسهل رؤية المرشد والمسترشد لكن لا يعرف ما يدور من حوار بينهما..كما يفضل ان يجلسا أمام المكتب ..المسافة بينهما تتراوح من متر الى متر ونصف ...وتتركز نظرة المرشد الى دائرة الوجه ..والتي تتضمن العينين والوجنتين والفم ..كل عضو من هذه الأعضاء يتحدث ..وهل هناك لغة ابلغ من لغة العينين..وما يعنيه انفراج أسارير الوجه وانقباضها او حركة الشفتين ..و ما تمثله حركة الجسم من مدلولات فضلا عن انتقاء الكلمات المناسبة اثناء المقابلة ...الترحيب بالمسترشد يعبر عن القيم الانسانية للمرشد ..ويبدا الترحيب الباسم عند باب مكتب المرشد الى ان يجلس المسترشد مع اهمية التعريف ببعضهما...مثال :
المسترشد.....السلام عليكم ...انا احمد ...ادرس بالصف التاسع الاساسي
المرشد...عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..انا سعيد بوجودك يا احمد....انا عبدالله ..المرشد التربوي
المرشد ...ماهي اخبارك يا احمد ..ماذا لديك اليوم...
المسترشد ...اتيتك يا استاذي لا سلم عليك اولا ..ولاعرض عليك معاناتي التي تؤرقني طوال الوقت
المرشد ..خيرا ان شاء الله..الكلمة لك ..تفضل
المسترشد ...علاقتي بوالدي وصلت الى شفير الهاوية وذلك بسبب عدم تقبله لي لكوني مرتبط بشلة من اصدقائي ..وهو لا يمكن ان يتقبلهم مما سبب لي ازعاجا كبيرا..
هكذا تبدأ المقابلة ..على شكل حوار منظم يتضمن مهارات ارشادية...
مهارة الاصغاء ...وتتضمن عملية الانصات للمسترشد بما يصاحبها من فاعليات اخرى ...لا تتوقف العملية عند مهارة الإنصات فقط ..وانما لابد للمرشد ان يشارك المسترشد اثناء الحديث ..لكن كيف تتم هذه المشاركة؟...تتم المشاركة باستخدام بعض الكلمات البسيطة والمقاطع المختصرة وكذلك بعض الايماءات والاشارات الخفيفة مصحوبة بتركيز اكبر من المرشد..لكونه يستمع لما يقوله المسترشد والهدف من ذلك تشجيع المسترشد على الاستمرار في الحديث بكل حرية دون مقاطعة كلامية تشتت التركيز لديه مما يجعله يغير مجرى الحديث مثلا..وفي اثناء عملية الاصغاء يبذل اهتماما بما يقوله المسترشد حتى يشعر باهتمام المرشد ممايسهم في بناء الالفة والعلاقة الطيبة بينهما....من اهم الكلمات والمقاطع البسيطة التي تستخدم في هذه المهارة مايلي:
..نعم ...ايوه.. تمام .. طيب ..تمام تمام ...طيب طيب ...ايوووه ...ايوووه... نعم نعم ...اااه ..اوووه ...ايه ...ايييه...هاه ...هاااه...ممكن استخدام بعض الكلمات العامية او الاجنبية ..ولكن في نطاق محدود مثلا ..كويس ...برافو ...اوكي ....الخ ..والغرض من ذلك دعم المسترشد وشد ازره....وكما تستخدم بعض الايماءات كإيماءة الراس ..وزم الشفاه واصدار بعض الهمهمات ...مع أهمية ان تعبر عن جوانب ايجابية من المرشد تجاه المسترشد.....
..............................تطبــــــــــــــــيق.. .........
المسترشد : لقد شرحت لك معاناتي التي اعانيها ..يا استاذ احمد..التي تتركز في عدم رضا والدي عني ..
المرشد:...يهز رأسه.......

المسترشد: ..وذلك بسبب علاقتي ببعض الاصدقاء الذين لايتقبلهم ولايحبهم...
المرشد:...هااااه.....نعم نعم....
المسترشد:وكم مرة حاولت اقناعه بانهم اناس طيبون ومتعاونون ولكنه لم يقتنع بكلامي اطلاقا..
المرشد:..يزم شفتيه....هوووم...
المسترشد : لقد مكنتهم من التعرف على والدي والجلوس معه لكن لا فائدة من ذلك ..
المرشد : طيب .......طيب طيب .......وماذا بعد ..
المسترشد:من المهم يا استاذي الكريم ان يرضى والدي والا اخسر أصدقائي فبيني وبينهم صداقة عمر.
هكذا تتم مهارة الاصغاء ..وهي مرتبطة بجميع المهارات طيلة جلسة المقابلة.....
مهارة اعادة النص Paraphrasing reformulation) ) وتحتاج الى مقدرة لغوية طيبة وحسن تصرف واستجابة سريعة في الرد.....
.............................تطبيق عام على اعادة الصياغة........................
"يشرف على التعليم في المملكة الاردنية الهاشمية العديد من الوزارات والمؤسسات التي تتبع للدولة فنجد بان وزارة التعليم العالي تشرف على التعليم الجامعي والعالي ووزارة التربية والتعليم تشرف على التعليم الاساسي والثانوي ووزارة العمل تشرف على المراكز المهنية ..

اعادة صياغة النص:
"يحظى التعليم في المملكة بانواعه ....العام والجامعي والفني والعسكري برعاية الدولة ممثلا في بعض الوزارات والمؤسسات والهيئات المختلفة."
..ماذا تلاحظ عندما تمت اعادة النص..؟ هل اعيد النص بنفس الكلمات والمفردات..؟ وهل اعيد بنفس طول العبارات..ام انه تم اختصارها..؟....يلاحظ اختلاف المفردات والعبارات .. وقصرها بدلا من طولها ..وكذلك فانه تؤدي نفس المعنى..
تستهدف هذه المهارة مساعدة المسترشد على تفسير خبراته وافكاره واهدافه لما تضمنه حديثه بما يتيح للمسترشد التعبير عن مشكلته وطرح بدائل مناسبة لسلوكيات سابقة ..ويبرز دور المرشد في معالجة المشكلة التي يعاني منها المسترشد وايجاد الحلول المناسبة لها.
تطبيق لكيفية استخدام مهارة اعادة النص في المقابلة
المسترشد: انا حاولت كثيرا استذكار مادة اللغة الانجليزية في المنزل ..وقمت بحل واجباتها اولا بأول ولكني احصل على درجا ت متواضعة...فماذا اعمل يا استاذي ..؟
المرشد: ..افهم منك الان بأنك لم تكون لديك عادات دراسية جيدة في مراجعة المادة.
مثال تطبيقي آخر
المسترشد: انا مازلت اعاني من اثار الازمات المتتالية في اسرتنا فقبل ستة اشهر من الآن توفيت الوالدة رحمها الله ففقدنا بفقدها شخصا غاليا وانسانة عظيمة لايمكن تعويضها.. الوالد اليوم في غرفة العناية المركزة بعد اجرائه عملية زراعة في الكلية..وانا واخوتي خائفون عليه.
المرشد :انت بسبب هذه الظروف الشديدة تعاني معاناة صعبة ..كان الله في عونك.
.........................مثال آخر...................
المسترشد:تعرف يا ستاذ احمد انا لا ادخن ولا يمكن لي ان ادخن على الاطلاق لكن المشكلة التي واجهتني انه عندما ذهبت للطبيب للعلاج اصر وبشكل عجيب على انني ادخن ..انا لاادخن ولكن اجلس دوما بجوار اصدقاء مدخنين.
المرشد: يا احمد لقد اصابتك عدوى التدخين السلبي.

مهارة الاستيضاح Clarifying ويعنى بها استفسار المرشد عن بعض النقاط الغامضة في حديث المسترشد ...أو لرغبة المرشد في ايضاح المفردات التي يتضمنها حديث المسترشد بما تحتويه من مشاعر غامضة وكلمات وعبارات مبهمة قد لا يريد المسترشد اظهارها او للتكتم عليها فيأتي

المرشد من خلال هذه المهارة ليميط اللثام عنها...ومنها التمتمات التي يتمتم بها المسترشد احيانا ...فهي غير معروفة لدى المرشد فمن خلال مهارة الاستيضاح يتمكن المسترشد من الافصاح عنها....في حياتنا اليومية من خلال الاحاديث مع اعضاء الاسرة او مع الطبيب ..او مع البائع وغيرهم عادة ما نستخدم توريات كثيرة ونكبت مشاعر سالبة لاحصر لها ولانجد من يساعدنا على كشفها لكن المرشد هو الذي يسهم في كشفها وازالة الغبار عنها من خلال مهارة الاستيضاح.
تطبيق على مهارة الاستيضاح
المسترشد: ياستاذ احمد انت تعرف ما امر به هذه الايام.......
المرشد : اكمل ياطارق..انا معك
المسترشد: انت ياسعادة المرشد تعلم اني هذه الايام اني لست على بعضي ...
المرشد :ممكن ياطارق توضح لي لماذا انت لست على بعضك ..؟
المرشد:او.... طارق ممكن توضح لي ماقلت بشكل اكبر
المسترشد:حياتي صارت جحيما ...لقد اصبحت لااطيق نفسي...
المرشد:يا طارق انا لم اسمع ماقلت ممكن تعيدلي العبارة التي قلتها قبل قليل..
المسترشد : آه على هذا الزمان الرديء لقد اصبحت حالتي .....هااه
المرشد : ان لهذه الاهات جذور لا اكاد اعرفها ...فهل من الممكن ان اعرف ولو شيئا يسيرا من ذلك...؟
المسترشد: لقد ذهبنا الى عجلون وجلسنا على سفح الجبل على ضوء القمر..
المرشد: يا طارق لم افهم ما قلت ..ممكن تعيد لي ماقلت

مهارة طرح الاسئلة من المهارات المهمة جدا في المقابلة وذلك لكون أغلبية المرشدين يستخدمون الاسئلة من بداية المقابلة الى نهايتها...وهذ ه من الاخطاء الشائعة جدا ..فالمرشد عندما يستخدم الاسئلة كثيرا فأن المقابلة سرعان ما تتحول الى تحقيق ...سين وجيم ...سؤال وجواب وبالتالي فأن الفائدة لن تتحقق من خلال هذه الطريقة بل تسهم في الأخلال في العملية الارشادية بكاملها ....استخدام الاسئلة في المقابلة بشكل كبير يحدث تشويشا على المقابلة ويقلل من معطياتها ...لكن جرت العادة على استخدام الأسئلة في الحوارات بشكل عام وفي المقابلة على وجه الخصوص ...ولحل هذه المشكلة فقد رئي بأن يتم اختيار اسئلة دون غيرها ولذا فأنه وقع الاختيار على الأسئلة التي تكون اجاباتها مفتوحة واستبعاد الاسئلة ذات الاجابات المقفلة...أي الاسئلة التي عادة ماتكون اجاباتها بنعم اولا....الاجابات المفتوحة تشجع على الاستمرار في الحديث أما الاجابات المقفلة فهي تعجل بأجل المقابلة...اوانها تتجه بها اتجاها سلبيا وعقيما .
..................................امثلة على االأسئلة والأجوبة المقفلة..............................
المرشد:هل تحب المدرسة يا بدر؟
المسترشد :نعم .
المرشد:هل تحب لعبة التنس ؟
المسترشد:لا.
المرشد:ايهما أخطر ركوب الدراجة الهوائية ام النارية؟
المسترشد: النارية
هكذا نجد بأن هذه الأسئلة لاتعطي مدلولات كافية لسير المقابلة بطريقة ايجابية فلا يستفيد منها المرشد ولا المسترشد.
......................تطبيقات على مهارة طرح الاسئلة........................................... ....
المرشد:من الممكن يا سلمان ان تشرح لي كيف ألتم شمل أسرتكم بعد فراق طويل..؟
المسترشد: والله ....يأستاذ عبد الرحمن انها نعمة جليلة في لم شملنا وعودة اسرتنا الى سابق عهدها فقد اجتمعنا معشر الاخوة بأبينا وتحدثنا له عن مدى تعلقنا بالوالدة ورغبتنا في عودتها

بأسرع ما يمكن وحل الخلافات بينهما ...فرحب بالفكرة وقام بمصالحة الوالدة ..فعادت الى بيتها وعاد الانس معها .
المرشد:بودي افهم يا على ما اسباب طردك من حصة الرياضيات في كل يوم...؟
المسترشد :شوف يا أستاذ محسن ...الوضع بيني وبين مدرس الرياضيات لم يعد يسكت عليه فقد تحولت المسألة الى مسألة تحدي صريح اعاني منه منذ اشهر خلت ...فهذا المعلم يكرهني ولايطيقني أبدا فمن الوقت الذي يراني في الصف يقوم بأبعادي فورا وباسلوب تعسفي.
المرشد: طيب يا ياسر لماذا لاتسافر مع بقية اسرتك الى محافظة اربد في بحر هذا الاسبوع ..؟
المسترشد: كان بودي ان أسافر مع اسرتي غير ان ظروفا قاهرة حالت دون ذلك ...لكني افكر في قضاءهذا الاسبوع معهم هناك.
هكذا يستمر العمل بهذه المهارة مع توخي الحذر من الأسئلة القصيرة المقفلة الاجابة ...كما انه كل ما كان ممكنا تجنب اثارة الاسئلة فهو الانسب .
مهارة عكس المشاعر
مازلنا نتجول مع المقابلة بما تتضمنه من اهمية في الارشاد النفسي وبما تشتمل عليه من مهارات استعرضنا منها مهارات الاصغاء واعادة صياغة النص والاستيضاح ....واليوم سنتناول مهارة مهمة تعد من أبرز المهارات الارشادية للمقابلة لكونها تهتم بمشاعر الناس... آمالهم وآلامهم ..أفراحهم وأتراحهم ...مواطن القوة والضعف لديهم ...ولذلك يحتاج المسترشد دعم المرشد ومؤزارته اثناء العملية الارشادية ..من خلال الحديث المشترك بينهما ...ولذا فأن المسترشد عن طريق هذه المهارة عندما يستشعر مشاركة المرشد له في المشاعر والانفعالات والأحاسيس بطبيعة الحال يشعر براحة غامرة ووطمأنينة فائقة مما يقوي حديثه معبرا عن عواطفه الجياشة ومشاعره المكنونة واحاسيسه الدفينة ..وعلى المرشد ان يعكس له ما يتفوه به من عبارات تدل على مشاعر حزينة ومؤلمة او مفرحة وسارة .
أمثلة لبعض الكلمات التي تدل على مشاعر مفرحة وسارة
جميل..سار...مفرح ..رائع ..مبهج ...ساحر...فاتن ..مسرور...سعيد ....حيوي ..مثير..ثائر..مريح ...مرتاح..مبسوط...مبتهج ..أنيس ...مستأنس..... انيق ...متألق...فائق ...متفوق ...مميز ...متميز...الخ
أمثلة لبعض الكلمات التي تدل على مشاعر مؤلمة وحزينة
مؤلم ..متألم ...حزين ...مكسوف ...محبط ...مميت ..مكتئب ..قلق...شقي ..مكبوت ...مخنوق..مهدد.........مقتول ..مهمش ..مبعد...منفي ..مظلوم ..مركون ..مفلوت ..مدان ..مدين ..طائح ...مائل...مضغوط.........غضبان.... زعلان ....متشاءم...متروك....الخ
تمثل هذه الكلمات مفاتيح للتعامل بها مع مشاعر المسترشد والتي تظهر في عباراته ...ماعلى المرشد الا ان يعكس هذ ه الكلمات مر ة اخرى ..يستخدمها بنفس المفردة او يغير في تصريفها فأذا كانت مصدر ممكن تحويلها الى فعل ..ومن فعل الى مصدر ..وهكذا.
تطبيقات على مهارة عكس المشاعر في المقابلة
المسترشد: اليوم هذا يااستاذ ناصر من اجمل ايام حياتي لكوني سأحتفل مع زملائي المتفوقين في المدرسة لهذا العام.
المرشد: ..فعلا ...فعلا ..يوم جميل ياحسن وهل هناك اجمل من التفوق والانجاز في الدراسة.
المسترشد:لقد بذلت كل الجهود لكي احصل هذا العام على مجموع مناسب لكي ادخل كلية الطب ..مجموعي هذا لا يساعد على ذلك ..كم انا محبط من ذلك.
المرشد : نعم انت محبط ياحسن من وضعك الدراسي الذي لايتناسب مع طموحك.
المسترشد:امر يا استاذي بوضع محرج ..فامي التي ترعانا اصبحت مقعدة طريحة الفراش ...ووالدي ليس موجودا عندنا فهو عند زوجته الاخرى في اربد.
المرشد:فعلا وضعكم يا سامر يدعو للاحراج فأنتم تفتقرون للرعاية الوالدية المطلوبة كان الله في عونكم.

المسترشد: لماذا لا تبارك لي يا استاذ يوسف فلقد عقدت قراني قبل ان انتهي من دراسة الثانوية لهذا العام .
المرشد :مبروك يا شهاب من كل قلبي اتمنى لك حياة زاهرة عامرة بالمحبة والسؤدد.
المسترشد : تعلم يا استاذ محمود ما اعانيه هذه الايام بعد وفاة معظم افراد اسرتي في حادث سيارة ..اني احس بحسرة وألم ....يقولها وهويبكي...
المرشد :مؤلم جدا ماتمر به يا حامد ..انا لله وانا اليه راجعون ...فما عليك الا الصبر وما صبرك الا بالله.
هكذا نمضي مع هذه المهارة الانسانية الكبيرة....هنا ..على المرشد في المواقف الوجدانية الصعبة التحلي برباطة الجأش فاذا بكى المسترشد لاينبغي ان تجرفه العاطفة فيبكي معه...فاذا فعل ذلك فقد قوض العلاقة الارشادية كلها ...واضاع المقابلة برمتها...ماعليه سوى الظهور بمظهر القوي الذي يستطيع تهدئة المسترشد وبث الطأنينة فيه ويقوم بتهدئته دون الانجراف معه في مشاعره...وكمالاينبغي على المرشد اثناء العلاقة الارشادية من خلال المقابلة اثناء حديث المسترشد عن موقف عاطفي مؤثر كحالات المرض والوفاة ان يبتسم والمسترشد يعاني فهذا السلوك يسهم في فقد ثقة المسترشد بالمرشد...بل ينبغي مسايرته في الحالة الوجدانية التي هو عليها ..انما فوفقا للحدود المرعية التي اشرنا ايها سلفا.

مهارة المواجهة في المقابلة من أهم المهارات التي يقوم بها المرشد الطلابي اثناء العملية الارشادية وتعني المواجهة Confrontation ان يقوم المرشد بفحص الرسائل المختلطة في مشاعر المسترشد وتقليبها يمينا ويسارا بما يسهم في تبيين حقيقة مشاعره واعادته الى واقعه وبما يعينه على التنفيس الانفعالي عن حالته ..بمعنى آخر أي يمكنه الفضفضة عما يمر به من حالة انفعالية ..وتعتمد المواجهة على السلوك اللفظي وغير اللفظي للمسترشد ..حيث يتمكن المرشد من المقارنة بين التناقض في سلوك المسترشد اللفظي وسلوكه الحركي عن طريق ما تقوله العينان والوجنات وحركات اليدين وانقباض وتمدد عضلات الوجه وتحول لون الوجه كاحمراره وتمقعه واسوداده وتجهمه وعلاقة هذه التغيرات بالمواقف والازمات الصادمة ومحاولة اخفائها ..وابراز مهارة المرشد ومقدرته على كشفها .
..................................تطبيقات على مهارة المواجهة......................................
المسترشد : شوف ....يا استاذ عبد الرحمن ...لم يوفقني الله في هذا الفصل الدراسي فقد أكملت في
مادتين ..لاتوجد في الامر أي مشكلة فمسألة التعويض محسومة في امتحان الاكمال. ....يقولها وهو يبتسم ...
المرشد :يا أخ فارس امرك عجيب ..انت تبتسم ..وملامح وجهك تقول غير ذلك....أنت في الواقع زعلان من اكمالك في المادتين اللتين ذكرتهما.
المسترشد :لقد هزم فريق المدرسة في مباراة الطائرة اثناء مباراتنا مع فريق مدرسة الرازي ...شوف هذه الهزيمة لاتهمنا لامن قريب او بعيد ....يقولها وهو يبتسم ....
المرشد:شوف يا شادي علامات الهزيمة مطبوعة على وجهك ...فأنت تقول شيئا والواقع شيئ آخر.
المسترشد : صحيح يأستاذي الهزيمة مؤثرة ..فماذا تريدني أن أعمل ..؟؟؟
المرشد: بودي أن تتقبل الأمر الواقع ...الم تسمع القول المأثور ...تواضع عند الفوز وابتسم عند الهزيمة ..؟
المسترشد :....وقد بدأت اسارير وجهه تشع بالرضى والقبول ...شكرا لك يا عزيزي أن ما تقوله هوعين الصواب.

المرشد :أن ماتمر به ياسليمان من لحظات مؤثرة بسبب مرض والدتك أعلم يقينا بمدى تأثيرها عليك..
المسترشد:هل تعلم يا استاذ طلال ..فعلى الرغم مما امربه هذه الايام من مشكلات فأنا كالطود الشامخ لاتهزني الشدائد...يقولها وهو يضحك ...
المرشد: يا سليمان كيف بك تقهقه ضاحكا ...بينما ارى الحزن يتسلل خلسة من عينيك.
المسترشد :نعم ماذا تريدني أن افعل فمرض والدتي يهد كياني ويضعف مقاومتي ...
هكذا تستمر هذه المهارة التي تستهدف بلورة مشاعر المسترشد وأعادة تنظيمها بما يؤدي الى الاستمرار في عرض المشكلة مركزا على المواقف المهمة فيها بما فيها من انفعالات وأزمات ومواقف صادمة ................

...و من مهارات المقابلة الإرشادية أيضا مهارة التفسير ...وهذه المهارة تتضمن بعض العبارات والرموز والمصطلحات في شكل معلومات يقوم المرشد الطلابي بتقديمها ليفهمها المسترشد ففي ضوئها قد يتخذ قرارات مناسبة لوضعه وحلولا لمشكلته ..وتمثل هذه العبارات مفاتيح يضغط بها على زر المعلومات فتنطلق بشكل كبير حيث يتمكن المسترشد من التعبير عن مشكلته بطلاقة اكبر وبالتالي فأنه يسعى جاهدا للتبصر بها وقد يصل الى تشخيصها والى البحث عن العلاج المناسب لها .
كلمات تمثل مفاتيح مهارة التفسير
من هذه الكلمات: يبدو ...يبدو لي ..يتضح لي ...من المناسب ...ما رأيك ...ما رأيك لو....يقترح لو ...أيش رأيك ..من الانسب ...بودي لو ..لو تكرمت...طيب مارأيك ...فضلا بدون أمرعليك ..الخ.
تطبيقات على مهارة التفسير
المسترشد:هل تعلم ياستاذ صالح مدى حيرتي في اختيار التخصص المناسب بعد تخرجي من الثانوية .
المرشد : يبدو لي يا سامي بأنك لم تحدد التخصص المناسب لميولك واتجاهاتك واستعداداتك.
المسترشد :أناسبق لي ان حددت عددا من التخصصات الهندسية لكنني اخشى ان لا اقبل في اي منها.
المرشد :ان من الانسب يا سامي ان تختار تخصصا يتلاءم مع امكاناتك ولايمنع ان يحقق طموحاتك .
المسترشد:نعم فأنا أشاطرك الرأي بان الطالب لاينبغي ان يحلق بعيدا عن حدوده وامكاناته ..وان كان لي رغبة ماسة في دراسة الهندسة الميكانيكية.
المرشد: من الممكن ان تتقدم لدراسة ماترغب لكني ادرك من خلال اطلاعي على معدلك التراكمي قد لايتيح لك فرصة التقدم بالدراسة في هذا القسم .
المسترشد ...يزم شفتيه ....آآآآآآآآآآه ....نعم ..نعم .
المرشد :أن هناك اكثر من خيار قد يكون من المناسب ان تتجه اليه ..
المسترشد:
نعم ...يأستاذي هل من الممكن ان تتفضل مشكورا بايضاحها لي بشكل اكبر.
المرشد: هناك فرص كثيرة للالتحاق بالدراسة في الكليات التقنية والصناعية ..فيها نفس التخصص الذي تتطلع اليه .
المسترشد:سأفكر جليا في الامر فهذه الكليات بالفعل اقرب لكلية الهندسة ..وتخصصاتها قريبة لما اتوق اليه من تخصص.
وهكذا تستمر هذه المهارة على هذا المنوال ولكنها حققت للمسترشد منافع كثيرة فقد فتحت له آفاقا كبيرة ونافذة كبيرة للمستقبل .....ماعليك اخي المرشد الا ان تتدرب على هذه المهارة مع زميل ...صديق ...اخ.. حتى تتمكن من اتقانها .

ان المقابلة أساسا تحتوي على منظومة حوارية متكاملة ..وان كان ولابد من الاسئلة فيمكن عرضها على شكل اسئلة ذات اجابات مفتوحة وتجنب الاجابات ذات ..نعم ..او..لا...مثلا :
المرشد: هل كنت موجودا في ملعب المدرسة ..يا سعيد.. يوم أمس ؟
المسترشد :نعم ..يا أستاذ.
ومن الممكن ان يسأل المرشد بسؤال يتمكن معه المسترشد الاسهاب في الاجابة حتى يستطيع المرشد التعرف على استجابة المسترشد وخبراته واراؤه وتصوراته حول مشكلته..وذلك في ضوء الاتي:
المرشد: هل من الممكن ياسعيد ان تبين الى أي حد وصلت اليه علاقتك بمعلم اللغة العربية ...اعلم يا سعيد مدى معزته ووده لك..؟؟
المسترشد:نعم يا استاذ طارق ..لم اكن اتصور ان يتخذ مني الاستاذ طلال مدرس اللغة العربية مني ذلك الموقف على الرغم من علاقتي الودية معه .. وأنا حقيقة اعتبره كوالدي ..الا أنه أستاء مني كثيرا ..... انا اوافقك بأنه يقدرني كثيرا ولكنه أخذ في خاطره علي ولذا فأني لن أتردد في الذهاب اليه والاعتذار منه.

اما في مهارة اعادة المحتوى او بالأحرى عكس المحتوى Content Reflectionفالمرشد يعيد اويعكس كلمات المسترشد بنفس المفردات وبذلك فهذه المهارة تختلف عن اعادة صياغة النص والتي يصوغ فيها العبارات التي يتفوه بها المسترشد ولا يعيدها بنفس العبارات والجمل وانمايعيد اويعكس المعنى فقط وليس ان يعيد العبارات نفسها ..أما هنا فيمكن اعادة العبارات والغرض من ذلك أن يستثير المسترشد وأن يؤكد له بأنه معه ويتتبع عباراته ...لكي يكون في حالة جهوزية واستعدادية ..وليتمكن من الاسترسال في الحديث ..وحتى يتمكن من تنويع الحديث ونقل وتيرته وان يمد المرشد بمزيد من المعلومات ..
.......................................تطبيقات على مهارة اعادة وعكس المحتوى.................
المسترشد: تعلم يا استاذ علي مدى استمتاعي بهوايتي التي احبها كثيرا وهي كرة القدم
المرشد: نعم...يا ياسر لقد عرفت حقا انك تستمع بهوايتك ..كرة القدم
المسترشد :واستمتع أكثر وأكثر بالدوري الاوروبي .
المرشد: وبالدوري الاوربي .
المسترشد: وبالدوري الاوروبي وخاصة نادي برشلونة الاسباني .
المرشد:وبرضه...برشلونة الاسباني..يااااااه.

في هذه الحلقة نوشك على انهاء المقابلة الارشادية بما تتضمنه من فنيات ومهارات ولذلك فأننا نودع فنا عزيزا على قلوبنا واسلوبا رئيسا من اساليب الارشاد فبدونها لايمكن ان تتم العملية الارشادية برمتها ....وتعد مهارة التلخيص من اهم مهارات المقابلة الارشادية لكونها تمهد عمليا لانهاء المقابلة وتلملم اطراف المقابلة وجوانبها المختلفة وكما انها تهيئ المسترشد لموعد آخر لمقابلة أخرى او انها تنهي مقابلة قد تكون هي الاخيرة وباالتالي فانها تتضمن خلاصة مادار في المقابلة من بدايتها الى نهايتها اي بمعنى انها تشتمل على اجراءات حدثت بقصد اثناء المقابلة ومنها وصف المشكلة اوالمشكلات التي يعاني منها المسترشد وتشخيصها ومعالجتها سواء من خلال الارشاد المباشر والذي يكون للمرشد دور رئيس فيه بتوجيه المقابلة وابراز دوره العلاجي اوعن طريق الارشاد غير المباشر وهو الذي يعتمد على المسترشد في الاستبصار بمشكلته واقتراح الحلول لمعالجتها وهذ ا لاخير هو الافضل للمسترشد من الاسلوب الاول .
وتتميز مهارة التلخيص بأنها تقود المسترشد تدريجيا وبطريقة سلسة آمنة تدخل الطمأنينة في نفسيته وتزرع فيه روح الامل وتشجع المسترشد على المجيئ للمرشد مرة أخرى وان يستفيد مما تناوله الحوار من جوانب ذات مردود ايجابي على وضع وحالة المسترشد .

تطبيقات على مهارة التلخيص
المرشد :لقد فهمت ما تطرقت اليه ياشادي فمعاناتك مع زوجة ابيك والعلاقات السيئة بأخوانك غير الاشقاء وأخيرا تجاهل والدك لاسلوب التعامل معك من قبل الاسرة ....... كلها محط نظر وفي بؤرة الاهتمام .
المسترشد:أنا الان عرفت يا استاذ سلمان مدى ادراكك لما انا فيه .
المرشد : ولو ..... يا شادي انت في منزلة ابني جاسم....المهم لقد حددت موعدا لمقابلة والدك في هذا الاسبوع ...اما انت فأنني آمل أن اراك في مثل هذا اليوم في الاسبوع القادم في تمام الساعة العاشرة ...... مع السلامة والى اللقاء.
.................................................. ..................................................
المسترشد:لقد مر يااستاذي الفاضل اكثر من نصف ساعة وانا أعرض جميع الخيارات للالتحاق بالدراسة لما بعد المرحلة الثانوية.
المرشد: جميل ما عرضت يا يوسف .... انني مندهش من هذا الكم من المعلومات لديك عن المعاهد والكليات والتخصصات الجامعية سواء كانت عسكرية اوصحية او هندسية اوتعليمية ...ولذا فانت الذي تقرر المناسب منها .
المسترشد : بالفعل يحتار الطالب في اتخاذ قراره دون مساعدة الاخرين .... لكن بوجودك لقد وضعت خيارات منها منها دراسة الحاسب او الفيزياء...
المرشد: ادعو لك من كل قلبي بدوام التوفيق ...صاحبتك السلامة والى اللقاء.
.................................................. ..................................................
المرشد :يا صالح المسألة كما استعرضتها في سياق هذه المقابلة كسوء علاقتك بمدرس الاجتماعيات واهمالك مذاكرة مادة التاريخ خصوصا وتدني مستواك فيها وووجهة نظر المعلم الزميل فيك .....كل ذلك سيكون بؤرة اهتمامنا في المقابلة القادمة في الاسبوع القادم مثل هذا الوقت تحديدا .......اراك في خير ...دمت في صحة وعافية.
المسترشد: شكرا لك يا استاذي لقد حضيت باهتمامك ورعايتك .
.................................................. ..................................................
وهكذا تنتهي المقابلة الارشادية وقد لا حظتم اهميتها في العملية الارشادية في معالجة مشكلات المسترشد ..... ودور المقابلة الرئيس في دراسة الحالة للمسترشد فلا يمكن عمل دراسة حالة بدون مقابلة ....