فن وفنون

لوحات الفنان نصر الله في (المشرق).. بوح القصيدة




رسمي الجراح - يحط الفنان محمد نصر الله في تجربته '' مرايا ترابية'' - التي يستضيفها جاليري دار المشرق في الشميساني- في منطقة أبداعية أخرى ، غير متخل عن مفرداته وفضاءاته ألساحره ، يأتي هذه المرة محملا بالعشق كما كان و التجريب و المادة الجديدة -التراب -التي يعلي من شانها ، وينصت الفنان في تجربته هذه المرة الى بوح القصيدة ، قصيدة شقيقه الشاعر إبراهيم نصر الله ، ومنها يبني مدائنه البصرية ويشكل كل العوالم من مفرداتها ،ويدق الفنان في تجربته على ابواب ذاكرة الرمل و التراب ويستمع لهمس الذرات .
يعود الفنان الى محترفه الاول محترف الطفولة ويجمع على فضاء من رمل اسمر و اصفر شرقي الملامح قطع من رقاقات خشب هش و سراويل الجينز الزرقاء ، ويشخص الفنان الأشكال ويكسيها بالفكر الجديد ويعبر عن همها وتألقها وآلمها بان يمنحها من جوهر القصيدة ما يجملها فكانت القصائد المختارة هي ذراع . وسرير و مذاق و ملاعب و ظلال و سطوح و طيور و غصون و كلام و وصايا و رئات و اليف و بلاد و خيام و ملامح و ولغات و صحارى و جياد و نوافذ و اصابع و خزائن و اب و اخ.
يقول الفنان نصر الله في شهادة بعنوان تجربتي مع مرايا ترابية'' قبل أربعين عاما كنت ازرع الخشب في اكوام رمل ناعم يطلع عليه اسم ''رمل صويلح'' لاشكل اناسا ، واقضي ساعات طوال في اللعب بفكها وتركيبها ، لا اعرف كيف يبقى في ذاكرتي من ذاكرة الطفل هذا الاحساس و المعرفة ، لان الفن ارفع تعبير عن الحرية ولهذا استخدمت المواد المحلية الموجودة في الطبيعة في تجربتي .
ويضيف شعرت ان الرمل قد صار مرجعي الاساسي الذي يقودني نحو مقياس رؤية ابداعية اخرى بشكل اللوحة التي تثير احساسا بالحركة عبر التكوين الفني والبصري ، ولا اريد استخدام حريتها الشكلية للتطاول على تسييس خطوطها ورموزها لانها تبقى في ذاكرتي خزانا للأحاسيس بكل كائناتها الجمالية التي تخلق حالات روحية بعيدة كل البعد عن المباشرة .
ويشير نصرالله اصبحت قصائد مرايا ترابيه هاجسا ملحا لدي للتعبير من خلالها ، ودفعتني للبحث عن لون جديد و حرضتني القصيدة دائما على تحوير الاشكال بطريقة غير مالوفة بكل حالاتها الانسانية حين ارسم مانحة اياي الحرية في تاسيس المشهد وبعثه من جديد .
يقول د. عرفات النعيم عن تجربة نصر الله : '' يعيد الفنان اكتشاف نفسه في خامات جديدة ، ويكشف عن نضوج في التكوين و معالجات اكثر وعيا وهو يختزل التجارب الاولى وفي تجربته الجديدة يركز على الاثر الانساني وهو بحث عن جماليات جيدية في القصيدة ، وتعتبر اضافة في التشكيل .
ويرى الشاعر احمد الزعتري ان لوحات الفنان نصر الله تحمل الادهاش عبر اعادة اكتشاف الاشياء البسيطة ومنحها طاقة تعبيرية عاليه ، ويعتبر الفنان عبد الحي مسلم التجربة بانها مميزة ومغايره عما طرح الفنان نصر الله سابقا لكن شخصيته الفنية حاضره .
ويصف المهندس المعماري محمد سلعوس التجربة بالجديدة وفيها من التراتيب اللونية المتناسقة الكثير فضلا عن البناء المتماسك ، و اعتبر الفنان محمد الدغليس الفنان نصر الله بالمبدع الذي لا يتوقف في بحثه الفني وتقديم الجديد و في لوحاته حالة صوفية وعشق عتيق و هو فنان صادق التعبير ، وقالت الفنانة رجاء المكحل للفنان هوية خاصه ونصر الله يحافظ على حضور الوانه وشخوصه في عوالمه وفضاءاته المعروفة . ويرى الشاعر ابراهيم نصر الله بان شقيقه الفنان لم يفقد تلك الخصوصية في تجربته التي توصل اليها وهي هويته في الوسط التشكيلي ، داعيه ان يتشبث بها لاهميتها واهمية طقسها وحضورها الفني ، ويضيف بان الفن و الشعر عالمين مستقلين وبينهما اطياف تتحرك يمكن لكل فنان ان يلتقط بحساسيته وبموهبته و ووعيه ان ياخذ مايشتهي من القصيدة كما فعل الفنان محمد الجالوس حين نهل من قصائد نصر الله في احد التجارب الفنية .
ولفت نصر الله الى ان القصيدة يجب ان لاتكون شرخ للوحة او العكس ويجب ان يتحرر الفنان من سطوة القصيدة ويتعامل مع موسيقى وروح القصيدة بعيدا عن المضامين المكبلة .
يذكر أن محمد نصرالله ولد عام 1963 في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين في العاصمة الأردنية عمان ، وقد بدأ اهتمامه بالرسم منذ طفولته ، متأثرا بالواقع اليومي الإنساني والبصري المحيط به ، لكنه ومنذ البداية كان يبحث دائما عن مساحة مختلفة للتعبير عما يراه ويحسه ، وقد تجلى ذلك فيما بعد في معارضه المتتالية. استطاع نصرالله ، الذي درس الفن في معهد الفنون الجميلة وحاز على دبلوم فنون من المركز الثقافي الإسباني بعمان ، أن يبتكر أسلوبه الخاص والمميز الذي لا يشبه أيا من الأساليب الأخرى في الفن ، وقد كان لذلك أثره الكبير في استقبال تجربته بحفاوة على مستوى النقد ومستوى المشاهدة والاقتناء. أقام نصرالله منذ عام 1989 أحد عشر معرضا وشارك في عدد كبير من المعارض العربية والدولية سواء في صالات العرض أو في الفعاليات الدولية ، ولعل أهم ما يعبر عن تجربته هو ذلك التنوع الموضوعي والبصري الفريدان اللذان يظهران في كل معرض جديد له منذ (أناشيد التراب) إلى (طيور وفزاعات) إلى (فضاء آخر) و(أرض أخرى) و(مرايا ترابية).




--------------------------------------------------------------------------------



السبت 25 نيسان 2009م
أخر تعديل : 25/4/2009 1:06 ص

الصفحــة الرئيسـيـــــة

محلـيـات

إقتصـاد

ريـاضــة

عربي دولي

مـقـالات

أبــواب

وفـيـات

تربية

ثقافة وفـنون

كـاريكـاتيـــر

صحافة عربية وعالمية




موقع جلالة الملك عبدالله الثاني


موقع جلالة الملكة رانيا العبدالله


الصفحات الكاملة


اجعل صفحـة الرأي
صفحتـك الرئيسية

أضف موقـع الرأي
الى مواقعك المفضلة

البريد الألكتروني
info@jpf.com.jo


زاوية مجانية للمشتركيين
الأسم
كلمة المرور



--------------------------------------------------------------------------------

لقراءة الصحف العربية انقر هنا
رئيس التحرير
عبد الوهاب زغيلات