[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بعد يوم واحد من رفضها عقد قمة عربية طارئة في الدوحة لبحث الأوضاع في قطاع غزة، دعت السعودية مساء اليوم الأربعاء إلى عقد قمة خليجية طارئة في عاصمتها الرياض غدا الخميس لبحث الملف ذاته.
بموازاة ذلك يلف الغموض مصير قمة الدوحة إثر تضارب الأنباء حول اكتمال النصاب القانوني اللازم لانعقاد تلك القمة التي دعا إليها أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، يوم الجمعة القادم؛ لمناقشة الحرب الإسرائيلية المتواصلة في غزة لليوم التاسع عشر على التوالي.
وصرح مصدر مسئول بوزارة الخارجية السعودية لوكالة الأنباء السعودية اليوم بأنه: "نظرا لتصاعد الأحداث الأخيرة الناجمة عن الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني وللظروف التي تمر بها الأمة العربية، فقد دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى قمة خليجية طارئة تعقد يوم غد الخميس في الرياض".
و كانت مصر والسعودية قد أعلنتا رفضهما عقد قمة طارئة بالدوحة، وقالتا: إن القمة الاقتصادية التي تستضيفها الكويت يوم الإثنين المقبل "يمكن أن تشكل مناسبة ملائمة للتشاور بين القادة العرب بشأن الوضع في غزة".
مزيد من الانقسام
واعتبر مراقبون أن الدعوة السعودية ستزيد من الانقسام العربي بشأن غزة، مشيرين إلى أن عقدها قبل يوم واحد من قمة الدوحة - في حال اكتمال نصابها - سيكون بمثابة إفشال للقمة المرتقبة في قطر.
واستبعد المراقبون إمكانية انعقاد قمة الرياض في مثل هذه الظروف، ولا سيما حالة الانقسام العربي بشأن قمة الدوحة، وضيق الوقت.
في المقابل اعتبر تركي السديري، رئيس تحرير يومية "الرياض" السعودية، أن القمة الخليجية ستكون أكثر فاعلية من قمة الدوحة.
وأوضح السديري في تصريح لفضائية "العربية" أن "القمة الخليجية ستشهد حضورا مهما وسريع التأثير وقادرا على الحوار.. وستكون أكثر فاعلية من اجتماع الدول العربية بكامل الأعضاء".
وبرر ذلك بأنه "معروف أن عددا من الدول العربية تحضر لمجرد الحضور، وعددا من الدول العربية تحضر ليس لمجرد الحضور وإنما لاتخاذ مواقف مناهضة".
وتابع: "بينما دول الخليج لها حضور اقتصادي عالمي، ولها حضور إستراتيجي بحكم مواقعها الجغرافية، ومن ثم فإن لغة الحوار معها ستكون أقوى من لغة الحوار مع أي عنصر عربي آخر".
وشدد السديري على أن "القضية الفلسطينية لا تفتقر لخطة عمل عربية.. هناك مشروع عربي موجود وتم إقراره مرارا، ولكن المشكلة أنه يتم إفشاله عربيا أو فلسطينيا"، ولم يتحدد بعد موقف قطر ومختلف الدول الخليجية الأخرى من الدعوة السعودية.
تضارب
وتضاربت الأنباء حول اكتمال نصاب انعقاد قمة الدوحة، فبينما ذكرت وكالة الأنباء القطرية أن النصاب اكتمل بعد موافقة العراق على المشاركة في القمة المقترحة، قالت "العربية" إن النصاب لم يكتمل بعد، مشيرة إلى موافقة 14 دولة فقط حتى مساء اليوم.
ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، قوله إن النصاب القانوني اكتمل.
وأضاف الشيخ حمد في تصريح لصحفيين: إن قطر تلقت أسماء الوفد العراقي المشارك في القمة، وتنتظر أن ترسل بغداد أسماء الوفد خطيا إلى جامعة الدول العربية.
وتعليقا على دعوة كل من مصر والسعودية إلى مناقشة أوضاع غزة على هامش قمة الكويت الاقتصادية يوم الإثنين المقبل، شدد الشيخ حمد على أن "ما يجري في غزة حاليا يستدعي قمة منفصلة؛ لأن هناك دماء تسفك وظروفا صعبة يعيشها الإخوة في فلسطين؛ مما يتعين معه أن يشعر العالم بأن الاجتماع لبحث هذه الأوضاع المأساوية لا يتم على هامش قمة أخرى".
وقال إنه في حال انعقاد قمة بالدوحة فإن ذلك لا ينتقص من قمة الكويت الاقتصادية، مضيفا أن قطر ستحضر قمة الكويت وعلى أعلى مستوى.
قطر والسعودية
وحول إذا ما كان انعقاد قمة طارئة بالدوحة سيؤثر على علاقة قطر بالسعودية، قال رئيس مجلس وزراء قطر: إن ذلك لن يؤثر أبدا على العلاقات بين البلدين، واصفا هذه العلاقات بالأخوية ويسودها التفاهم، ومنوها بحرص ومواقف خادم الحرمين الشريفين العربية الواضحة.
وبخلاف العراق وصل عدد الدول الموافقة على قمة الدوحة إلى 14 دولة، وفي حال وصول موافقة العراق رسميا إلى الجامعة العربية فسيكتمل النصاب القانوني، بحسب ميثاق الجامعة الذي ينص على ضرورة موافقة ثلثي الأعضاء البالغ عددهم 22 دولة، على عقد القمة.
ورفضت كل من مصر والسعودية والكويت وتونس حضور القمة، بينما لا تزال هناك دول أخرى لم يعرف موقفها بعد من بينها البحرين والأردن.
"بيت الاستسلام العربي"
وترى أوساط سياسية وإعلامية عربية أن التباين الراهن في المواقف العربية إزاء عقد القمة يكشف عن وجود أزمة عميقة في النظام الإقليمي العربي، وأن حالة الاستقطاب الحادة القائمة بين المحاور العربية المختلفة سوف تؤدي إلى عرقلة الجهود العربية لوقف إطلاق النار، الذي حصد حتى مساء اليوم أكثر 1010 شهداء و4650 جريحا، نصفهم تقريبا من النساء والأطفال.
واعتبر الكاتب الصحفي الفلسطيني المقيم في لندن "عبد الباري عطوان" أن قمة الدوحة سوف تكون بمثابة فرصة لـ"فرز" المواقف العربية إزاء ما يحدث في غزة، وقال: إن ما يجري عربيا يعني فشل النظام العربي الرسمي في علاج الأزمة في القطاع عن طريق مؤسسات المجتمع الدولي.
وأردف عطوان في افتتاحية اليوم بجريدة "القدس العربي" اللندنية، التي يرأس تحريرها: "بعد فشل محاولة وزراء الخارجية العرب تصدير أزمة المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة إلى الأمم المتحدة، واستجداء وقف لإطلاق النار من حلفائهم الأمريكان والغربيين، بات ضروريا عقد هذه القمة حتى يتعرف المواطن العربي على مواقف زعمائه الحقيقية من هذا التغول الهمجي الإسرائيلي، والخطوات التي يمكن أن يتخذوها في مواجهته".
وأضاف أن "هذه القمة ستحدث فرزا في المواقف العربية، وستظهر للعيان من هو مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومن هو ضده.. من يريد أن يعمل على وقفه، ومن يريد له الاستمرار حتى يحقق أهدافه كاملة في ترويض المقاومة، ونزع سلاحها، وكسر شوكتها، وإعادة القطاع إلى بيت الاستسلام العربي".