حكاية كانت في غزه

"اشتروا بهذا المال حبوبا وانثروها على رؤوس الجبال

لتأكل الطير من خير المسلمين"


" الخليفة الصالح عمر بن عبدالعزيز "




في ذاك الزمان ومن تلك الخيرات فاضت الدنيا نعيماً


لا فقير يلثم جوعه صمتاً ليتعفّف
ولا معدم يقتات ذل المسألة ..

وما من أرضٍ محتلة
وليس هناك هوان وحرمان
فبلاد المسلمين كان فيها المؤمنين ..!!

وما أشبه اليوم بالنقيض من البارحة ..
رغم إتساع رقعة الخيرات وعمق معينها المتدفق ..
إلا أن النعيم فاض إنكساراً وتراجع في النفوس
وتشبث المسلمين بأشباه الملذات الموصّلة لتيارات النفاق ..

عفيف الفقر خدشه الحياء من الأعين اللائمة حتى أصبح من المجرمين ..
والمعدم المتشرد يحمل كومة العفاف في صرة يفترشها فوق أرصفة الذل
ليراقص دمعته الكاذبة على أطلال عزته المفقودة ..



وبعد خط الفقر المداري المتقوّس على ظهور أكثر المسلمين ..
يتجاوز الأغنياء خطوط العرض والطول المرتسمة بشيخوخة مبكّرة في الوجوه البائسة ..!!
مخلفين من ورائهم أبراج الحظ تندب حظها التعيس بعدم اللحاق بهم ..!!

.
.

وهنا أُحْتلّت الأرض
حتى صار المدفع الغاصب .. يمشي في مناكبها ..
وتأكل جرافات الغدر من أرزاق الزيتون ..!!

أنتُهك العرض
وتعرّت القدس من خمائل السلام
بأيدي تخضبت بدماء الأبرياء
حتى صرخت مآذن الأقصى
واآمعتصماه ..



تؤدي الفرض ..!!
في محراب الخوف
تلك الدموع المتدثرة
في أعين اليتامى والثكالى
وأنّات العجائز والشيوخ

.
.

في غزة
حيث رحى الحصار تطحن الإنسان ..
والسياج الشائك يلتف على أجساد الأمل
و بندقية الصهيوني تلعن الحريّة
يسمع صوت الموت في لحن القول من تراتيل حاخاماتهم
ومن وسط التلمود تخرج البروتوكولات المضرمة بنار الحقد ..
.
.

في غزة
والمشهد يتكرر كل نهار
على طاولة السلام
يضعون خارطة الطريق
يبحثون عن حمامة السلام التائهة
وغصن الزيتون الضائع
ليعودوا لنقطة البداية في خريطة الهيكل المفقود ..
حيث تقف الوعود المشرّعة على أبواب الإنتظار أمل التحقيق ..
إلا أن وعد بلفور كان هو الحقيقة الملفّقة ...
[b]