مبادئ الطب العربي الاسلامي (3)

المبدأ الفلسفي الثالث هو : الغائية

وهي تعني أن هناك حكمة في خلق كل مخلوق، قد يستطيع الذكاء الإنساني أن يتوصل إليها، أو لا يمكنه ذلك.

وكان صاحب هذه النظرية جالينوس، رغم أنه كان وثنياً. من هنا جاء إعجاب المسلمين به وتلقيبه بالفاضل هو وأبقراط.

كان المسلم، ولا يزال، يؤمن أن دراسة الطب تزيد من إيمانه، تمشياً مع الآية الكريمة { ضرب لكم مثلاً من أنفسكم}.

وكان بالطبع، لا بد من ظهور تناقض بين ما يتوصل إليه العلم من اكتشافات وما يقدمه بعض العلماء من مفاهيم.

فقام الغزالي مثلاً، بمقاومة بعض الفلاسفة المفكرين، ويدعو إلى الإيمان المطلق، فكتب كتابه تهافت الفلاسفة، فرد عليه الفيلسوف العربي الكبير ابن رشد في كتابه تهافت التهافت.

وكان ابن رشد يحاول منذ ذلك الزمان أن يوفق بين الدين وبين العلم، أي أن يجمع ويوفق بين العقل والمنطق الصرف وبين الدين، وأن يثبت أن التناقض غير موجود بينهما.

وكان من تلامذته، إذا استطعنا القول، من المسيحيين القديس توما الأكويني، ومن اليهود الربان موسى بن ميمون، وتدعى فلسفته في أوروبا، بالرشدية Averroisme.

يقول ابن رشد: >إن الموجودات إنما تدل على الصانع (...) >لذلك وجب على من أراد أن يعرف اللّه تعالى المعرفة التامة أن يفحص منافع الموجودات، وأن يعرف جواهر الأشياء، ليقف على الاختراع الحقيقي في جميع الموجودات، لأن من لم يعرف حقيقة الشيء لم يعرف حقيقة الاختراع<، وهو القائل : >من اشتغل بالتشريح، ازداد إيماناً<.

مشكوووور اخي على هذا الموضوع بارك الله فيك